نظرية العامل عند النحويين العرب
نقدم لكم نظرية العامل عند النحويين العرب, ابن مضاء القرطبي , ابراهيم مصطفى , تمام حسان في مؤلفاتهم : الرد على النحاة لابن مضاء , احياء النحو لابراهيم مصطفى ,
نظرية العامل عند النحويين العرب
من اكثر علماء العربية معارضة لفكرة العامل في النحو و يبرز ابن مضاء القرطبي (513هجري / 592 هجري ) , من خلال كتابه الرد على النحاة فقد شدد على أن القول بأن الألفاظ يحدث بعضها بعضا , فباطل عقلا و شرعا , لا يقوله أحد من العقلاء لمعان يطول ذكرها , فيما المقصد إيجاز : منها : أن شرط مقابل الفاعل أن يكون موجودا حينما يفعل فعله , ولا يحدث الإعراب فيما يحدث فيه الا بعد عدم العمل , فينصب زيد بعد إن في قولنا ( أن زيدا ) إلا بعدم عمل إن .
- إنتهج ابن مضاء للرد على النحاة في انكار هذه النظرية أسلوب المناظرة , بأن افترض حوارا بينه و بين من يثبتون التعليل , نورد بعضا منه , حيث يفترض ابن مضاء بعد النص المذكور أعلاه أن نده يجيبه : " فإن قيل بما يرد على من يعتقد أن معاني هذه الألفاظ هي العاملة ؟ قيل : الفاعل عند القائلين به إما أن يفعل بإرادة كالحيوان , و إما أن يفعل بالطبع كما تحرق النار و يبرد الماء و لا فاعل إلا الله عند أهل الحق , و فعل الإنسان و سائر الحيوان فعلى الله تعالى , كذلك النار و الماء و سائر ما يفعل , و قد تبين هذا في موضعه , و أما العوامل النحوية فلم يقل بعملها عاقل لا ألفاظها و لا معانيها , لأنها تفعل بإرادة و لا بطبع و هكذا منهجه في كل كتاب
- و أما من المحدثين ممن رفض نظرية العامل نجد ابراهيم مصطفى في كتابه إحياء النحو , و الذي يعتبر اتجاه النحاة العرب الى التعليل سببا لانحرافهم عن المنهج الصحيح الذي كان عليهم انتهاجه . و قد انتقد اعتماد النحاة على النحو و بين ضعف حجتهم انطلاقا من :
1) اللجوء الى التقدير الاصطناعي , و هو ما يراد به تسوية صناعة الإعراب
2) أضاعوا حكم النحو على هذا التوسع في التقدير , و تعد احتمالات الإعراب
3) أضاعوا العناية بمعاني الكلام في عدة مواضيع حرصا على نظرية العامل
4) كثرة الخلافات بينهم في كل عامل يتصدون لبيانه في عدة أبواب , كتب النحو ( البصرة , الكوفة ), فلو أنهم وضعوا نظريتهم على أصل صحيح لقل خلافهم و تقارب أرائهم
5) إن النحاة بعد ذلك كله لم يفوا بمذهبهم , او لم تقف نظريتهم بكل حاجاتهم في الإعراب , لأنهم بعدما شرطوا أن يكون العامل متكملا به أو مقدرا في الكلام اضطرو الى الإعتراف بالعامل المعنوي
- أما تمام حسان فانه يرجع ضهور العلة إلى
تأثر النحاة بالمنطق الأرسطي , شأنها في ذلك شأن ضهور القياس , حيث يؤكد أن تأثر
النحو بالمنطق لم يكن مقصورا على القياس , و انما تعدى ذلك النعليل
قدمنا لكم نظرية العامل عند النحويين العرب, ابن مضاء القرطبي , ابراهيم مصطفى , تمام حسان في مؤلفاتهم : الرد على النحاة لابن مضاء , احياء النحو لابراهيم مصطفى , ألف صلاة على النبي المختار , تشرفت بوجودكم معنا أعزائي زوار مدونة وقفات تعليمية , أرجوا من الله تعالى أن يوفقني و اياكم في طلب العلم و المعرفة , و يسدد خطانا و ينير دربنا الى الصلاح و المعرفة .
Comments: 0
Post a Comment